مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح

يعد مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد أحد أهم المشاريع العملاقة المدرجة ضمن الخطة التنموية للدولة وهو من اكبر و أروع الجسور البحرية في العالم ويقع المشروع في خليج الكويت بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية، ويعتبر واحدا من أضخم المشاريع في مجال النقل والبنية التحتية بالكويت والمنطقة بأكملها، حيث يبدأ مسار الجسر الرئيسي (جسر وصلة الصبية) من منطقة الشويخ مع تقاطع طريق الغزالي السريع وشارع جمال عبد الناصر ليعبر جون الكويت إلى منطقة الصبية في الشمال بطول 37.5 كيلومتر تقريباً. ويحتوي مسار الجسر الرئيسي في كل اتجاه على ثلاث حارات مرورية وحارة طوارئ، والسرعة التصميمية للجسر 120 كم/ساعة، مما يسهم في رفع مستوى السيولة المرورية

كما يشتمل الجسر الرئيسي على جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت بمساحة نحو 300 ألف متر مربع والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة وتتضمن الجزيرتان مباني حكومية تخدم الجسر ومارينا ومحطة للتزويد بالوقود ومساحات خضراء إضافة إلى مساحات مخصصة للاستثمار مستقبلاً كما يشمل المشروع طريقاً موصلاً لشاطئ الصبية بطول ستة كيلو مترات, و ذلك لإضافة الشكل الجمالي و الاحساس بروعة الجسر. هذا بالإضافة إلى علو الجسر الرئيسي للملاحة بارتفاع 23 متر بفتحة ملاحية 120 متر وهي مخصصة لمرور السفن. كما يحتوي الجسر علي مسار جسر وصلة الدوحة بطول 9 كيلومتر تقريباً, حيث يهدف إلى حل الإختناقات المرورية من منطقة الشويخ خاصة على طريق الغزالي السريع والناتجة عن حركة مرور الشاحنات الكبيرة ( الداخلة والخارجة ) لميناء الشويخ والعمل على تحويلها إلى طريق الدوحة. و من المتوقع أن ينتهي العمل في مشروع جسر الشيخ جابر الأحمد، أحد أهم المشاريع العملاقة المدرجة ضمن الخطة التنموية لدولة الكويت، مطلع شهر نوفمبر/تشرين الأول عام 2018. الهدف الرئيسي من بناء جسر الشيخ جابر, هو اختصار المسافة بين مدينتي الكويت والصبية الجديدة، من 104 كم تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى 37.5 كم تقطعها المركبات في أقل من 30 دقيقة، وسيعمل على ضمان انسيابية كاملة لحركة المرور باتجاه كل من مدينة الكويت، وميناءي الشويخ والدوحة، ومدينة جابر الأحمد، ومنطقة الدوحة, مما يربط جنوب البلاد بشمالها لاستيعاب الكثافة المرورية المتزايدة والمتوقعة خلال 30الثلاثون عاما المقبلة. وتحقيق رؤية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بتحويل دولة الكويت الى مركز مالي وتجاري, إلي جانب إزدهار مدينة الحرير, مدينة المستقبل لدولة الكويت التي سوف تنير البلاد خلال العام 2035م. و يشتمل المشروع أيضاً على إنشاء جسر بحري يبدأ من منطقة ميناء الشويخ والمنطقة الحرة، ويعبر جون الكويت غرباً، ماراً بجانب جزيرة أم النمل حتى منطقة الدوحة، ومن ثم يربط بطريق الدوحة السريع بطول 12.4 كم.

أعمال إنشاء الجسر أشتملت علي تنفيذ عدد نحو 1500 من الركائز المدفونة تبلغ أطوالها أكثر من 50 مترا في بعض المواقع وتصل أقطارها إلى 3 أمتار، وتنفيذ نحو 1200 دعامة، وحوالي 960 من القطاعات الصندوقية سابقة الصب تتراوح أطوالها من 40 الى 60 متراً، بالإضافة إلى مركز دائم للزوار ومحولات كهرباء وأنظمة  ITS  وSCADA  وهي عبارة عن نظم متكاملة للمراقبة والتحكم على طول مسار الجسر لسير المركبات.

وعلى الجانب البيئي للمشروع, وحرصاً من كافة الأطراف المشاركة بالمشروع على البيئة البحرية خصوصاً أن جون الكويت يعتبر من أهم المناطق الحساسة بيئياً (قانون حماية البيئة 42/2014) ويحظى باهتمام وزارة الأشغال العامة ومقاول العقد، فقد روعي منذ بدايات المشروع وفترة التصميم أن تكون الأعمال الإنشائية غير متسببة بأدنى حد من التأثير على الكائنات البحرية، كما تمت مراعاة جدولة الأعمال الإنشائية الخاصة بالجسر لحماية الكائنات الحية بالبحر. وبالتالي فقد تم تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة كما تم عمل دراسة بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة, حيث تضمنت الدراسة التركيز على العوامل المؤثرة على البيئة المحيطة حيث يتم أخذ قياسات تراكيز الغازات في الجو والتحاليل البيولوجية للكائنات الدقيقة في مياه البحر من قبل مختبرات حكومية معتمدة. وتم إنشاء موائل الروبيان الحاضنة التي من شأنها تعويض عن الخسارة الناجمة عن بناء خليج الجزيرة الجنوبية، و هو مشروع تعويضي بيئي متكامل لمستوطنات الروبيان والأحياء البحرية و الطحالب البحرية و الشعاب المرجانية بالمنطقة, حيث تم وضع العديد من الهياكل ذات الاشكال الهندسية الخاصة حيث تتكون هذه المستوطنات من قواعد خرسانية يقارب عددها 1000 وحدة ارتفاع كل منها 85 سم وطولها مترين، ومصممة بشكل هندسي فريد يساعد على تعزيز سلوك الروبيان و تزيد من حجم الغطاء النباتي ويساعد على مرور التيارات المائية فيها وهي مصنعة من مواد ليس لها أي تأثير على البيئة البحرية في ثلاث مستوطنات بحرية بالقرب من الجزيرة الجنوبية حيث تم نقل الأحياء إلى موطنها الجديد.

كما تم توثيقه من خلال بيانات الرصد المقارنة التي أظهرت زيادة في التنوع البيولوجي الحيواني والغطاء النباتي لمجتمعات الطحالب البحرية في خليج الكويت. إلي جانب ذلك, فتتم مراقبة جودة مياة البحر موسميا, مراقبة الغطاء النباتي, مراقبة الثروة السمكية والروبيان بجون الكويت و ايضا المراقبة المستمرة لجودة الهواء, الضوضاء والاهتزازات, مستويات الطمي, والمعدل التراكمي للاتربة , إلي جانب إدارة المخلفات الصلبة والسائلة  «الصرف الصحي» في جميع مواقع المشروع خلال مراحل المشروع المختلفةو ارسال التقارير الدورية للهيئة العامة للبيئة. وقد تمت جميع هذه الاعمال تحت اشراف كل من الهيئة العامة للبيئة واستشاري المقاول المعتمد واستشاري المشروع، ويتم باستمرار رصد ومراقبة الاحياء البحرية للتأكد من تأقلمها مع البيئة الجديدة وذلك ضمن برنامج مراقبة بيئية تحت اشراف الهيئة العامة للبيئة.

كما تم استخدام المسح الايكولوجي عن طريق الغوص بصفة دورية لرصد أي تغييرات والتأكد من وفرة الكائنات البحرية،وسيتم مراعاة تقليص حجم الأعمال البحرية إلى أدنى حد ممكن خلال فترة تكاثر الأحياء البحرية ومراحل نموها الأولى، حيث يتم متابعة تواجد اليرقات في الأماكن الضحلة باستمرار، كما يوجد نظام المعلومات لإدارة البيانات البيئية  EDMIS  في المشروع والذي يعمل من خلال بيانات الرصد البيئية المتاحة وباتصال دائم بالجهات المعنية، كما يتم رفع التقارير إلى الهيئة العامة للبيئة لمراجعتها بشكل منتظم وإبداء التوصيات بشأنها. ويأتي مشروع جسر الشيخ جابر, بالعديد من الفوائد الاقتصادية الهامة, حيث انة يعتبر علامة أرضية عالمية علي مستوي العالم, الي جانب الجذب السياحي للمنطقة و الخدمات التي سيقدمها المشروع و سرعة الربط بين مدينة الكويت والمدن الكويتية الجديدة مثل مدينة الصبية ومدينة الحرير والتي تمثل التوزيع والامتداد الافقي الطبيعي لدولة الكويت.