مشروع مصفاة الزور العالمية بجنوب دولة الكويت

تعتبر مصفاة الزور الجديدة بجنوب دولة الكويت إحدى أهم المبادرات الاستراتيجية لشركة البترول الوطنية الكويتية (إحدى شركات مؤسسة البترول الكويتية) وأكبر المشاريع العالمية لبناء مصفاة جديدة لتكرير النفط، وذلك بهدف التوسع في الطاقة التكريرية للمصافي في دولة الكويت حيث ستبلغ طاقتها التكريرية 615 ألف برميل يوميا.

تقع مصفاة الزور الجديدة في منطقة الزور على بعد 90 كم جنوب مدينة الكويت ويحدها من الجانب الشرقي محطة الزور لتوليد الكهرباء وتبلغ مساحتها الإجمالية 16 كم2 تقريبا و هي موزعة على النحو التالي: المنشآت الصناعية تبلغ مساحتها حوالي 9 كم2. مساحة الأمان تبلغ مساحتها حوالي 3.6 كم2 تقريبا. المسارات الخاصة بخطوط وزارة الكهرباء والماء وشركة نفط الكويت تبلغ مساحتها حوالي 2.4 كم2. مجمع المباني وتبلغ مساحته حوالي كيلو متر مربع تقريبا. أما حرم الطريق فتبلغ مساحته حوالي 0.35 كم2. و قد تم تصميم المصفاة لتكرير مختلف الأنواع من النفط الخام الكويتي حيث تم توفير المرونة الكاملة للمصفاة لتكرير 615 ألف برميل يوميا من النفط الخام الكويتي للتصدير أو تكرير 535 ألف برميل يوميا من خليط من النفوط الكويتية الثقيلة مع النفط الخام للتصدير. وقد تم تصميم وتخطيط الوحدات بناء على دراسة خاصة لتقييم المخاطر ودراسات تقييم المردود البيئي لاختيار أنسب المواقع لبناء الوحدات. وتشمل المصفاة أكبر مجمع لوحدات إزالة الكبريت من الزيت المتخلف من وحدة التقطير الجوي ARDS في العالم, حيث يتوافر فيه وحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والتي تعمل على إزالة المواد الشمعية وإنتاج ديزل فائق الجودة ذو محتوى كبريتي منخفض جدا، طبقا للمواصفات الأوروبية المستقبلية. هذا إلي جانب التمتع بنظام تبريد مائي ذو دائرة مغلقة سهلة التطبيق والتحكم بالحرارة كما أن المواد المستخدمة تقلل من تعرضها لعملية التآكل.

و سيتم تطبيق أحدث تقنيات الشبكة الرقمية للتحكم الميداني Field Bus Foundation في شتى أرجاء المصفاة لأول مرة في تاريخ شركة البترول الوطنية الكويتية وتعتبر ذات كفاءة عالية في تشخيص العطل من خلال خاصية التعرف الذاتي السريع كما إنها تتيح تنفيذ التعديلات في المستقبل بطريقة أسهل دون الرجوع إلى غرف التحكم. وبالتالي فإن تصميم المصفاة تم حسب أحدث المواصفات التكنولوجية والمعدات, حيث سيتم تطبيق نظام الشبكة الكهربائية للمراقبة والتحكم ENMC لأول مرة في شركة البترول الوطنية الكويتية من اجل تحقيق أفضل إدارة ومراقبة وتحليل وإعداد التقارير. سيتم إعادة تدوير واستخدام كافة مخلفات المياه تقريباً والمستخدمة بالمصفاة الناتجة عن عمليات التكرير بتطبيق تقنية عدم تصريف السوائل (ZLD), وستبلغ طاقة التخزين 6.5 ملايين برميل من الوقود النفطي منخفض الكبريت تستخدم للحفاظ على مخزون استراتيجي من الوقود باختلاف المواسم والاحتياجات. أيضا توجد أكثر من وحدة عالية الفعالية لاسترجاع الكبريت وهي مصممة للحفاظ على استقرار عمليات الإنتاج وتوفير المستوى البيئي المطلوب. كما توجد أنظمة دائمة لمراقبة الإنبعاثات في معدات الاحتراق ذات القدرة العالية، كما يوجد نظام للمراقبة الدائمة لجودة الهواء المحيط. و تتميز مصفاة الزور الجديدة بشعلات تعمل بدون إصدار أدخنة وبضجيج منخفض, إلي جانب وجود مرافق تصدير للمواد الصلبة وجزيرة صناعية للمنتجات السائلة.

أهداف المشروع الرئيسية

  • توفير مصدر آمن وثابت بشكل مستمر لتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء في الكويت والبالغة 225 ألف برميل في اليوم من منتج زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض (اقل من 1 في المائة).
  • إنتاج 340 الف برميل يوميا من المنتجات البترولية عالية الجودة والمطابقة للمواصفات العالمية بهدف التصدير إلى الأسواق العالمية.
  • التوافق مع احد الأهداف البيئية في دولة الكويت فيما يتعلق بتحسين نوعية الهواء من خلال تقليل انبعاثات اكاسيد الكبريت المنبعثة من محطات توليد الطاقة الكهربائية حيث سينخفض معدل الإنبعاثات بنسبه 75 في المائة عن الوضع الحالي.
  • تكرير النفط الخام الكويتي الثقيل بهدف زيادة العوائد الاقتصادية خاصة عند تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع من خلال إنتاج المواد البترولية عالية الجودة في المستقبل.
  • تأمين بديل لمصفاة الشعيبة بعد إغلاقها من حيث توفير المنتجات البترولية عالية الجودة.
  • المساهمة الايجابية والفعالة في اقتصاد دولة الكويت من خلال المساهمة في خطة التنمية وتفعيل دور القطاع الخاص بإيجاد فرص عمل في الأعمال المساندة في مرحلتي تنفيذ وتشغيل المشروع.
  • إضافة عوامل جذب استثمارية للمناطق المجاورة للمشروع للنهوض بها اقتصاديا.
  • خلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية.

و يعد المشروع أحد أكبر المشاريع العالمية لتكرير النفط بطاقة إجمالية تبلغ 615 ألف برميل يوميا، وسيساهم في زيادة القدرة التكريرية من 936 ألف برميل إلى 1.4 مليون برميل يوميا لتلبية الطلب المتزايد على منتجات زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض. وتنبع الأهمية الإستراتيجية لمصفاة الزور ليس في حجمها فحسب بل في كونها ستغذي بالطاقة المنخفضة المحتوى الكبريتي (أقل من 1 % ) لمحطات توليد الكهرباء في دولة الكويت مما يعتبر وقوداً بالغ الأهمية بالنسبة للبيئة، وسوف يجعل من مصافي الشركة صرحا كبيرا يحقق إستراتيجية قطاع التكرير ضمن إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية. وبالإضافة إلى زيت الوقود الذي سوف توفره المصفاة الجديدة إلى محطات توليد الطاقة فسوف تتمكن أيضاً من إنتاج منتجات بترولية عالية الجودة ومنخفضة المحتوى الكبريتي مما يفتح لها منافذ تصديرية هامة في الأسواق العالمية. وبالتالي المصفاة ستوفر مصدرا آمنا وثابتا لتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض (أقل من 1%) والبالغة 225 ألف برميل وذلك لتوليد الطاقة وتحقيق الأهداف البيئية للكويت في تحسين جودة الهواء من خلال تقليص انبعاثات أكاسيد الكبريت، بالإضافة إلى تكرير الأنواع المختلفة من النفط الكويتي وخصوصا النفط الكويتي الثقيل ونفط خام الأيوسين وإنتاج 340 ألف برميل يوميا من المنتجات البترولية عالية الجودة والمطابقة لمواصفات التصدير العالمية وتوفير فرص عمل للكويتيين وتعزيز تنمية الاقتصاد الوطني.

و سوف ينتج المشروع منتجات جديدة تطابق الأسواق الأوروبية حتى تتمكن الشركة من فتح أسواق جديدة للمنتجات في أوروبا، إضافة إلى تطوير الصناعة النفطية في الكويت والصناعات اللاحقة.

وتم تقسيم المشروع إلى خمس حزم، ويضاف إليها عقد تأهيل أرض مصفاة الزور , حيث تم توزيع حزم المشروع الخمس على أربعة تحالفات عالمية، كالتالي:

  • الحزمة الأولى (وحدات التصنيع الرئيسية)، وينفذها التحالف الذي يضم الشركات التالية: تكنيكاس ريونيداس الإسبانية، سينوبيك  الصينية، هانوها الكورية الجنوبية
  • الحزمة الثانية والثالثة (الوحدات المساندة ووحدات الخدمات البنية التحتية)، ويضم التحالف كلا من: شركة فلور البريطانية، هيونداي الكورية الجنوبية، دايوو الكورية الجنوبية
  • الحزمة الرابعة (حظائر الخزانات وأنظمتها)، ويضم التحالف: سايبيم الإيطالية، إيسار الهندية.
  • الحزمة الخامسة (مرافق التصدير البحري)، ويمثل التحالف كلا من: شركة هيونداي الكورية الجنوبية، سايبيم الفرنسية، إس كيه الكورية الجنوبية
  • إلي جانب تنفيذ الأعمال التمهيدية لأرض المشروع ضمن عقد منفصل مع شركة فان أوورد الهولندية

وعلى الجانب البيئي للمشروع, وحرصاً من كافة الأطراف المشاركة بالمشروع على البيئة البحرية خصوصا عمليات الحفر والدفان بالمشروع, فقد تم عمل الدراسات والمسح البحري لإنشاء المستوطنات البحرية لتعويض البيئات القاعية حيث يحظى الموضوع باهتمام شركة البترول الوطنية الكويتية. أيضا روعي منذ بدايات المشروع وفترة التصميم أن تكون الأعمال الإنشائية غير متسببة بأدنى حد من التأثير على الكائنات البحرية، وبالتالي فقد تم تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة(قانون حماية البيئة 42/2014) كما تم عمل دراسات بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة, حيث تضمنت الدراسات التركيز على العوامل المؤثرة على البيئة المحيطة حيث يتم أخذ قياسات تراكيز الغازات في الجو و مراقبة جودة مياه البحر يوميا, شهريا وموسميا, وأيضا المراقبة المستمرة لجودة الهواء, الضوضاء والاهتزازات, والمعدل التراكمي للأتربة, إلي جانب إدارة المخلفات الصلبة والسائلة  «الصرف الصحي» في جميع مواقع المشروع خلال مراحل المشروع المختلفة و إرسال التقارير الدورية للهيئة العامة للبيئة. وقد تمت جميع هذه الأعمال تحت إشراف كل من الهيئة العامة للبيئة واستشاري المقاول المعتمد واستشاري المشروع، ويتم باستمرار رصد ومراقبة الإحياء البحرية وذلك ضمن برنامج مراقبة بيئية تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة. كما تم استخدام المسح الايكولوجي عن طريق الغوص بصفة دورية لرصد أي تغييرات والتأكد من وفرة الكائنات البحرية،وسيتم مراعاة تقليص حجم الأعمال البحرية إلى أدنى حد ممكن خلال فترة تكاثر الأحياء البحرية ومراحل نموها الأولية, إلي جانب تعزيز تواجد نظام المعلومات لإدارة البيانات البيئية  في المشروع والذي يعمل من خلال بيانات الرصد البيئية المتاحة وباتصال دائم بالجهات المعنية، كما يتم رفع التقارير إلى الهيئة العامة للبيئة لمراجعتها بشكل منتظم وإبداء التوصيات بشأنها.

و يعتمد المشروع الضخم على أكثر تقنيات التكرير تطورا، والتي سيتولى قيادتها جيل كويتي واعد وكفء ومدرب، وسيعزز قدرات الشباب الكويتي التي طالما أولته البترول الوطنية كل عناية ممكنة, كما يوفر المشروع كما كبيرا من فرص العمل لهؤلاء الشباب إضافة إلى فرص استثمارية كبرى للقطاع الخاص والتي ستساهم بدورها في دعم التنمية الاقتصادية وازدهار البلاد.